يُخلّد المغرب في 31 أكتوبر من كل عام مناسبة عيد الوحدة، عيد وطني حديث العهد يحمل في طياته رمزية عميقة ودلالات وطنية متجددة. فهو ليس مجرد تاريخ في التقويم، بل محطة مضيئة في مسار المملكة، تؤكد انتصارها في معركة صون وحدة التراب الوطني، وخاصة في أقاليمها الجنوبية.
يأتي هذا العيد تتويجاً لمسار طويل من الجهود الوطنية والدبلوماسية التي أثمرت تكريساً فعلياً لسيادة المغرب على كامل أراضيه. وهو مناسبة لتجديد الاعتزاز بالهوية المغربية، واستحضار تلاحم العرش والشعب الذي كان على الدوام صمام الأمان في مواجهة مختلف التحديات.
إن عيد الوحدة يختزل قصة صمود وإرادة، ويرسّخ في الوعي الجماعي أن الدفاع عن الوحدة الترابية ليس مجرد شعار، بل التزام وطني مستمر، يجسده المواطن المغربي في حياته اليومية وفي إيمانه الراسخ بعدالة قضيته.
كما يشكل هذا اليوم مناسبة لتجديد الثقة في النهج المغربي القائم على الواقعية والحكمة، والذي حظي بإجماع واعتراف متزايد على الصعيد الدولي، خاصة بعد الدعم المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحلّ عملي ونهائي للنزاع الإقليمي المفتعل.
إن عيد الوحدة هو أكثر من احتفال وطني؛ إنه رسالة وفاء وتضامن، ودعوة لكل المغاربة إلى مواصلة مسيرة البناء والتلاحم، من أجل مستقبل يسوده الاستقرار والازدهار في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

