كشف تقرير نشرته صحيفة أتالايار الإسبانية أن المغرب نجح خلال سنة 2025 في اعتراض أكثر من 42.400 مهاجر غير نظامي كانوا في طريقهم إلى السواحل الأوروبية، ما يؤكد دوره المركزي في منظومة الأمن والهجرة الخاصة بالاتحاد الأوروبي.
وأوضح التقرير أن المملكة المغربية أصبحت اليوم الفاعل الأساسي في حماية الحدود الجنوبية لأوروبا، بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يطل على أهم المعابر البحرية، إلى جانب التنسيق الأمني والاستخباراتي الوثيق مع الشركاء الأوروبيين، وعلى رأسهم إسبانيا وفرنسا.
وأشار المصدر ذاته إلى أن التعاون المتواصل بين الرباط والعواصم الأوروبية أسفر عن تفكيك 188 شبكة إجرامية متخصصة في تهريب البشر وتجارة السلاح وتمويل الإرهاب، مضيفًا أن المغرب أصبح الحليف الأمني الأكثر ثقة في الضفة الجنوبية للمتوسط، رغم عدم انخراطه في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وحسب التقرير، ساهم هذا التنسيق في خفض محاولات العبور غير الشرعي بنسبة 45% مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة عبر المسالك المؤدية إلى سبتة ومليلية وجزر الكناري. ويرى الخبراء أن هذا النجاح نابع من مقاربة مغربية متوازنة تجمع بين الصرامة الأمنية والبعد الإنساني، إذ تتعامل السلطات بحزم مع شبكات التهريب، وفي الوقت نفسه تقدم المساعدة والرعاية للمهاجرين الموقوفين، في إطار السياسة الوطنية للهجرة واللجوء المعتمدة منذ سنة 2013.
كما أبرز التقرير أن البحرية الملكية المغربية أنقذت آلاف الأرواح في عرض البحر خلال السنة الجارية، بعد اعتراض ربع محاولات الهجرة في مناطق بحرية خطيرة، حيث تم إنقاذ مئات المهاجرين من قوارب متهالكة كانت على وشك الغرق.
ولفتت الصحيفة إلى أن خريطة الهجرة غير النظامية نحو أوروبا تغيرت جذريًا، إذ لم تعد تقتصر على مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، بل أصبحت تشمل جنسيات من آسيا والشرق الأوسط تعبر مناطق الساحل والصحراء للوصول إلى المغرب كنقطة عبور نحو أوروبا.
واختتمت أتالايار تقريرها بالتأكيد على أن المغرب أصبح شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه في حماية أمن أوروبا واستقرارها، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرك اليوم أن الرباط ليست مجرد حاجز أمام تدفقات الهجرة، بل فاعل إقليمي أساسي يوازن المعادلات الأمنية في ضفتي المتوسط.

