بقيت أيام قليلة على قدوم أفضل شهر في السنة، شهر العبادة، شهر الغفران والرجوع الى الله، شهر رمضان الذي يعتبر واحدا من أبرز اللحظات الدينية والثقافية التي تلتقي فيها الأجواء الروحية مع التقاليد الشعبية العريقة.
وتحرص العائلات المغربية في هذا الشهر الكريم، على الاستعداد له بطرق متنوعة، سواء على المستوى الديني أو الاجتماعي أو الثقافي، حيث إن التحضير لهذا الشهر المبارك لا يقتصر فقط على الاهتمام بالجانب الروحي، بل يتعداه ليشمل أيضا إعداد المنازل، وتجهيز المأكولات الخاصة، وتفعيل التقاليد المتأصلة التي تجعل من رمضان مكانة خاصة في كل سنة.
رمضان 2025.. الأجواء الروحية والطقوس الدينية
يبدأ المغاربة في الاستعداد الروحي لهذه المناسبة العظيمة، حيث يحرصون على زيادة العبادة من خلال التردد على المساجد لأداء الصلوات وقراءة القرآن الكريم، وارتداء اللباس التقليدي الذي يضفي أجواءً من السلام والسكينة، وكذلك الامتناع عن المحرمات وغض البصر، وغيرها من العبادات. وبعد دخول الشهر الكريم، يكون المغاربة في أتم الاستعداد الروحاني لاستقبال أيامه ولياليه المباركة.
وإلى جانب العبادة، يظهر رمضان في المغرب جانبا اجتماعيا مميزا، حيث تزدحم المقاهي والأزقة في الساعات الأخيرة من النهار قبل أذان المغرب، وتتجمع العائلات والأصدقاء في الأحياء السكنية، ويتبادل الجميع التهاني والزيارات، كما يحرص المغاربة على تقديم التمر والماء واللبن لمساعدة الصائمين على الإفطار، وهي عادة قديمة لا تزال قائمة في القرى والمدن على حد سواء.
“شهيوات” المطبخ المغربي في رمضان 2025
لا شك أن المطبخ المغربي هو أحد أبرز ملامح رمضان، ويتميز بتنوعه وتعدد أطباقه التي تحظى بمكانة خاصة خلال هذا الشهر، ويشتهر المغرب بمأكولات رمضانية خاصة به، كما لا يخلو رمضان في المغرب من طبق “الشباكية”، وهي حلوى تقليدية مغطاة بالعسل والسمسم، ويعد هذا الطبق من الحلويات الأساسية التي يتم تحضيرها بكميات كبيرة وتقديمها خلال الإفطار، وهناك أيضا “البغرير” و”السفوف” التي تحضر خصيصا لشهر رمضان وتقدّم مع الشاي بالنعناع.
وتعد المأكولات المغربية خلال رمضان غنية بالمكونات الطبيعية التي تساعد الجسم على تحمل مشقة الصيام، مع العلم أن المطبخ المغربي في رمضان يعرف تنوعا من منطقة لأخرى، ففي الجنوب، يكثر استخدام الطاجين باللحوم والفاكهة المجففة، بينما في المناطق الشمالية يتم تحضير أطباق الأسماك والسلطات الخفيفة.
غلاء الأسعار في رمضان
على الرغم من ارتفاع الأسعار، خاصة أسعار اللحوم والخضروات، قد أثر بشكل ملحوظ على قدرة العديد من العائلات على توفير نفس الكميات من الطعام التي اعتادوا عليها، أصبح العديد من الأسر مضطرا لتقليل نفقاتهم على الطعام والتركيز على الأطباق التي تحتاج إلى مكونات أقل تكلفة.
ومن المعروف أن الاستعدادات لشهر رمضان في المغرب ليست مجرد استعدادات مادية، بل هي عملية روحية وثقافية واجتماعية تمثل مدى التزام المغاربة بتقاليدهم الدينية وحفاظهم على العادات التي تنقلها الأجيال.