افتتح مساء الجمعة برواق محمد الدريسي في طنجة معرض “المغرب ديالي أنا.. الحلقة الأولى” للفنان الفوتوغرافي الشادلي محمد، وسط حضور لافت من الفنانين وعشاق الفن والثقافة.
يأخذ الشادلي زوار معرضه في رحلة بصرية عبر شمال المغرب، بدء من ساحل أصيلة ووصولا إلى أزقة شفشاون الزرقاء، مرورا بمدن طنجة وتطوان وتلال وزان، حيث يلتقط بعدسته روح هذه الأماكن الغنية بالتاريخ والشعر.
يستلهم الشادلي محمد رؤيته الفنية من رواد التصوير الفوتوغرافي والصحفي، ويتجاوز مجرد تمثيل الواقع ليقدم حكايات عن مغرب متنوع الأحاسيس والتناقضات.
وعلق الشادلي محمد قائلاً إن “الصور المعروضة هي حصيلة لقطات منذ عام 2000 وحتى اليوم. وباعتباري مقيمًا في فرنسا، أسعى لتوثيق جوانب من البيئة والثقافة والتراث المغربي وتطورها على مر السنين، وتقديم صورة مميزة عن بلادنا لكل من الأجانب والمغاربة”.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: “أعرض من خلال 87 صورة، موزعة على 70 لوحة، وجهة نظري وانطباعاتي النابعة من إحساسي بالفضاءات، مع التركيز على ثراء الهوية الثقافية والتراثية والحضارية لبلادنا”.
يقدم الفنان من خلال عدسته نظرة شخصية وعميقة لوطنه، حيث يلتقط جمال الساحل، وحركة الظلال في الطبيعة والمساحات الحضرية، وسكون جبال الريف والمناطق الساحلية.
من جهتها، أشارت زهور أمهاوش، المديرة الجهوية للثقافة بطنجة-تطوان-الحسيمة، إلى أن هذا المعرض يمثل فرصة للفن الفوتوغرافي ليحتل مكانة بارزة، ويقدم لنا أعمال ابن تطوان، الشادلي سي محمد.
واعتبرت أمهاوش أن الشادلي “أصر على توثيق التراث بعدسة الكاميرا، تمامًا كما يفعل الفنان التشكيلي بالريشة، ليأخذنا في جولة عبر التراث الثقافي المادي وغير المادي لشمال المغرب، سواء على مستوى الهندسة المعمارية للمعالم التاريخية في المدن العريقة، أو الموسيقى الحاضرة في صوره”.
يخرج الفنان في هذا المعرض عن نطاق الأبيض والأسود ليستكشف عالم الألوان، معبرًا عن حيوية المناظر الطبيعية والأجواء، حيث تتحول كل لقطة إلى مشهد حي يمزج الذكريات والهويات والنظرات المتبادلة، وتتردد صوره كأجزاء من الذاكرة تلتقط اللحظة بحدة نادرة.
بدورها، وصفت بهيجة الهاشمي علي، مديرة رواق الفن المعاصر محمد الدريسي، المعرض بأنه “يجعل الزوار سياحًا ينتقلون عبر صوره من مدينة إلى أخرى، ليستمتعوا بمناظر خلابة برؤية فنية رائعة”.
وأوضحت أن المعرض، الذي يستمر حتى 25 من هذا الشهر، هو دعوة من الشادلي محمد للجمهور للانطلاق في رحلة لاستكشاف التنوع الثقافي والجمالي الذي يزخر به المغرب.