تعيش مدينة طنجة منذ أيام على وقع حالة من الحزن والذهول بعد وفاة مصممة الأزياء المعروفة فنة أقلاش، التي فارقت الحياة عن عمر يناهز الأربعين عامًا، عقب خضوعها لعملية تجميل بإحدى المصحات الخاصة بالمدينة، حيث أجريت لها عملية لشفط الدهون.
وتنحدر الراحلة فنة أقلاش، من مدينة تطوان، كانت واحدة من أبرز المصممات في مجال القفطان المغربي، وأسست دار الأزياء “رياض القفطان”، حيث شاركت في عدد من المهرجانات والعروض داخل المغرب، وبصمت على مسار مهني ناجح وسمعة طيبة بين زبنائها.
وطرحت وفاة أقلاش الكثير من التساؤلات وسط الشارع الطنجاوي، خاصة مع الغموض الذي يلف ظروف العملية والمضاعفات التي تلتها، وما إذا كانت مرتبطة بأسباب صحية أو بمشاكل مرتبطة بالإجراءات الطبية. وتزامن هذا الجدل مع قلق متزايد لدى العديد من النساء اللواتي سبق لهن أن حجزن مواعيد لإجراء عمليات مماثلة، بعضهن قمن بدفع تسبيقات مالية، ويجدن أنفسهن الآن في موقف حرج أمام تردد واضح.
واتسع النقاش ليشمل وضعية مصحات التجميل بصفة عامة، ومدى احترامها للمعايير الطبية المطلوبة في هذا النوع من التدخلات الجراحية. كما عاد الحديث مجددًا عن الحاجة إلى مراقبة صارمة للمصحات التي تقدم خدمات التجميل، خاصة مع تزايد الإقبال الكبير على عمليات مثل شفط الدهون ونحت الجسم، التي أصبحت تلقى رواجًا كبيرًا بين مختلف الفئات.
وفي ظل غياب بلاغ رسمي أو توضيحات دقيقة، أصبح السؤال المطروح بقوة بين النساء، وخصوصًا في المجموعات الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي: “في أي مصحة أجريت العملية؟ ومن هو الطبيب الذي أشرف عليها؟”، وهي تساؤلات تعكس حجم القلق وعدم الثقة الذي بدأ يتسرب إلى نفوس المقبلات على مثل هذه العمليات.
ورغم تأكيد وثائق رسمية أن الوفاة كانت “طبيعية”، إلا أن الغموض لا يزال قائمًا، في انتظار ما ستكشف عنه الإجراءات الإدارية أو التحقيقات المرتقبة، في حال تقرر فتحها، لتوضيح الصورة أمام الرأي العام وضمان الشفافية في مثل هذه القضايا الحساسة.