حملت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المملكة مؤخرا بشرى خير للموارد المائية، حيث ساهمت بشكل ملحوظ في تعزيز احتياطيات السدود في مختلف أنحاء البلاد. وفي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة على وجه الخصوص، استقبل السكان والمزارعون بارتياح كبير الارتفاع الملحوظ في منسوب المياه، حيث تجاوز معدل الملء في السدود عتبة الـ 60%.
ويأتي هذا التحسن ليخفف من وطأة الضغط المائي الذي عانت منه المنطقة خلال الأشهر الماضية، والتي اتسمت بندرة التساقطات وارتفاع درجات الحرارة، مما أثر سلبًا على القطاع الزراعي وحياة السكان اليومية، فالإجهاد المائي الذي خيم على المنطقة أثار مخاوف جدية بشأن مستقبل الزراعة التقليدية وتوفر المياه الصالحة للشرب والاستخدامات الأخرى.
وأما الوصول إلى نسبة ملء تتجاوز 60% في سدود جهة الشمال يمثل نقطة تحول إيجابية تبعث على التفاؤل. فبالنسبة للمزارعين، يعني هذا التحسن توفر كميات أكبر من المياه للري، مما ينعكس إيجابًا على جودة وكمية المحاصيل الزراعية، ويساهم في استعادة النشاط الزراعي الذي تضرر من الجفاف. أما بالنسبة للسكان، فيعني ذلك تعزيز الأمن المائي وتأمين احتياجاتهم من المياه بشكل أفضل.
وهذا الارتياح الذي عم المنطقة بعد هذه الأمطار المباركة يذكر بأهمية التساقطات في الحفاظ على التوازن البيئي والاقتصادي في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الموارد المائية السطحية.
كما يسلط الضوء على ضرورة الاستمرار في تبني سياسات رشيدة لتدبير المياه والمحافظة عليها، وتعزيز الوعي بأهمية الاقتصاد في استهلاك هذه الثروة الحيوية.