لطالما كانت الموسيقى أداة فعالة للتعليم والترفيه، لكنها قد تتحول إلى مصدر للانحراف القيمي إذا لم تخضع لمعايير وضوابط تحمي الفئات العمرية الحساسة، خصوصا الأطفال.
وهذا ما كشفت عنه مقاطع الفيديو المتداولة من مدينة طنجة، حيث ظهر أطفال يرددون أغان ذات مضامين غير ملائمة خلال احتفالات العيد، مما أثار جدلا واسعا حول دور الموسيقى في تشكيل وعي الأجيال الصاعدة.
ومن المعروف أن الموسيقى لها تأثير كبير على سلوك الأطفال، خاصة عندما تتضمن رسائل غير مناسبة لقيم المجتمع. لذلك، من المهم إدماج التربية الفنية في المناهج الدراسية، بحيث يتم توجيه الأطفال نحو محتوى موسيقي راق يعزز القيم الأخلاقية والثقافية الإيجابية.
وفي المقابل، لا يكمن الحل في الرقابة فقط، بل يتطلب الأمر أيضا تعزيز وعي الأسر بضرورة اختيار المحتوى الفني الذي يتعرض له أبناؤهم، لضمان تنشئتهم في بيئة ثقافية متوازنة.
فالطفل يتلقى رسائله الثقافية من محيطه، وإذا لم يكن هناك وعي كاف بأهمية التوجيه، فقد يجد نفسه متأثرا بأغانٍ قد تؤثر على سلوكياته وتفكيره مستقبلا.
وبين المطالبة بتشديد الرقابة وتعزيز الوعي المجتمعي، يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد توازن بين حرية الإبداع وحماية الأطفال من تأثيرات قد تكون سلبية على تنشئتهم وسلوكهم الاجتماعي.