أعلن مختبر “فارما 5” المغربي عن جاهزيته لإنتاج أول دواء محلي الصنع مستخلص من القنب الهندي لعلاج نوبات الصرع، في خطوة تعد طفرة في مجال الصناعة الدوائية الوطنية.
وكشفت ميا لحلو الفيلالي، المديرة العامة للمختبر، أن هذا الدواء الجنيس سيطرح في السوق قريبا بسعر ينخفض بشكل كبير عن نظيره المستورد الذي يتجاوز سعره 11 ألف درهم.
جاء هذا الإنجاز الطبي ثمرة تعاون وثيق بين المختبرات الصيدلانية المغربية والوكالة الوطنية لتقنين أنشطة القنب الهندي ووزارة الصحة، ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى تقليل فاتورة استيراد الأدوية وتوطين الصناعة الدوائية.
ويتميز الدواء الجديد بكونه مكافئا تماما في الجودة والفعالية للأدوية المستوردة ذات العلامات التجارية الكبرى، لكن بسعر أكثر ملاءمة للقدرة الشرائية للمواطنين.
وهذا التطور يأتي في سياق التوجه الاستراتيجي للمغرب نحو الاستغلال المشروع للقنب الهندي في المجالات الطبية والصناعية، حيث تم منح 3371 ترخيصاً لمختلف الاستخدامات الطبية خلال العام الجاري 2024.
كما شهدت المملكة زراعة أكثر من 2169 هكتارا من القنب الهندي المرخص، بمشاركة 2647 فلاحا مغربيا، في إطار منظومة متكاملة تشرف عليها الوكالة الوطنية المختصة.
وكان المغرب قد أطلق رسميا في يونيو 2022 خطة عمل طموحة لتقنين استخدامات القنب الهندي، ليدخل القانون الجديد حيز التنفيذ في يوليو من نفس العام. ويشكل إنتاج هذا الدواء علامة فارقة في مسار تحويل المغرب إلى مركز إقليمي للصناعات الدوائية المستخلصة من القنب الهندي، مع ضمان أعلى معايير الجودة والسلامة.
ويتوقع أن يسهم هذا الدواء المحلي في تخفيف العبء المالي على مرضى الصرع وأسرهم، كما يعكس قدرة المغرب على توظيف موارده الطبيعية في تطوير صناعة دوائية وطنية متطورة. ويأتي هذا الإنجاز تتويجا لجهود بحثية وعلمية مكثفة، وبداية لعهد جديد من الأدوية المغربية المنافسة في الأسواق الدوائية.