يستعد الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) لإحداث نقلة نوعية في مسار التحول الرقمي، من خلال إطلاق خدمة إلكترونية جديدة تتيح للمؤمن لهم تعبئة وإرسال أوراق العلاج عبر الإنترنت بدءا من شهر يونيو المقبل.
وستشمل هذه الخدمة الاستشارات الطبية ومصاريف اقتناء الأدوية، وستلغي الحاجة إلى النماذج الورقية وتقلص من ضرورة زيارة الوكالات، مما يوفر وقتا وجهدا كبيرا للمستفيدين.
وكشف المدير العام للصندوق، حسن بوبريك، أمام لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، أن هذه الخدمة الجديدة تندرج ضمن مشروع متكامل لرقمنة التأمين الإجباري عن المرض، من المقرر تفعيله بالكامل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وأوضح المتحدث أن النظام الجديد سيسمح للمستفيدين بإدخال ملفاتهم الطبية مباشرة عبر بوابة CNSS، لتشمل جميع النفقات الطبية والصيدلانية، مما سيُجنّبهم الإجراءات التقليدية المعقدة التي تتطلب تنقلات متكررة.
وأشار بوبريك إلى أن الصندوق قام بتكييف خدماته الرقمية وفقًا لفئات المستفيدين، حيث تم تعزيز منصة “ضمانكم” الخاصة بالمشغلين، والتي تضم حاليًا أكثر من 430 ألف مقاولة، بنسبة تصاريح وأداء رقمي تجاوزت 98%. كما بلغت نسبة تسجيل الأجراء الجدد عبر الإنترنت 99%، مما يعكس نجاح الجهود الرامية إلى تبسيط الإجراءات وزيادة الكفاءة.
وعلى صعيد التطبيقات، أبرز المدير العام أن تطبيق “MaCNSS”، الذي يُتيح للمؤمن لهم الولوج إلى خدماتهم عن بعد، عرف تفعيل 5.4 ملايين حساب، ويُسجل حاليًا 274 ألف دخول يومي، مع إصدار إلكتروني لأكثر من 10 ملايين شهادة. كما ساهم تطبيق “Taâwidati” في رقمنة مسطرة التعويضات، حيث تمت معالجة أكثر من 560 ألف ملف سنة 2024، بمعدل رقمنة وصل إلى 40% في النظام العام.
ولتعزيز التواصل مع المستفيدين، قام الصندوق بتفعيل نظام رد آلي ذكي أجاب على أكثر من 3.3 ملايين استفسار، مما يعكس التزامه بتحسين تجربة المستخدم وتقديم خدمات سريعة وفعالة.
هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية شاملة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لتعزيز التحول الرقمي، وتبسيط الإجراءات، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخدمات الجديدة في تعزيز الشفافية والكفاءة، وتقليل الأعباء الإدارية على المؤمن لهم، مما يعكس التزام المغرب بمواكبة التطورات التكنولوجية في مجال الخدمات الاجتماعية.
مع استمرار تفعيل هذه الخدمات، يُتوقع أن يشهد الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تحولا جذريا في طريقة تقديم خدماته، مما يعزز من مكانته كواحد من المؤسسات الرائدة في مجال الرقمنة والابتكار في المغرب.