كشفت الأمطار الأخيرة التي شهدتها مدينة طنجة عن هشاشة البنية التحتية، حيث تحولت الشوارع إلى برك مائية ومستنقعات، مما تسبب في تعطيل حركة السير وتفاقم معاناة المواطنين. وعلى الرغم من تخصيص الجماعة الحضرية مبلغًا ماليًا ضخماً قدره 8.475.600 درهم سنة 2024 لإصلاح الحفر المنتشرة في شوارع المدينة، إلا أن النتائج على أرض الواقع كانت مخيبة للآمال.
جاء هذا القرار بعد ضغوط متزايدة من المواطنين، الذين لجأوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صور وفيديوهات توثق الحالة المزرية للشوارع، والتي أصبحت تشكل خطرًا على سلامة المارة والسائقين. غير أن الأمطار الغزيرة التي هطلت هذه الأيام كشفت عن أن الإصلاحات لم تكن جذرية، إذ لم تمض سوى ثلاثة أيام حتى عادت الحفر للظهور بحجم أكبر وأكثر خطورة، مما يعيد التساؤل حول جدوى هذه الأشغال ومدى جودتها.
وفي الوقت الذي تعاني فيه المدينة من مشاكل هيكلية حقيقية، مثل تدهور الطرقات وشبكات الصرف الصحي المتهالكة، كان المجلس الجماعي قد خصص مبلغ 1.3 مليون درهم (130 مليون سنتيم) لإنشاء نصب تذكاري وسياحي على شكل علم وطني ضخم، بما يشمل أشغال التهيئة والهندسة المدنية والإضاءة وعتاد التزيين والدراسات. غير أن الأولويات تبدو غير متوازنة، إذ أن البنية التحتية المتدهورة هي أول ما يصطدم به المواطن والزائر قبل أي مشاريع تجميلية لا تعكس الواقع المعاش.
هذا الوضع يثير تساؤلات مشروعة حول سياسات تدبير الموارد المالية وغياب رؤية واضحة لمعالجة المشاكل الأساسية للمدينة. فبدل التركيز على مشاريع ظاهرها الزينة، كان من الأولى توجيه الميزانيات نحو تحسين البنية التحتية بشكل مستدام يضمن جودة الحياة لسكان طنجة ويحسن صورتها لدى زوارها.